چحيمي ونعيمهابقلم امل نصر

موقع أيام نيوز


يستند بهم على سطح المكتبه أمامه
عايزك تبقي جاهزة يازهرة عشان ناوي قريب قوي أعلن عن خبر
جوازنا قدام العالم كلها مش بس الشركة هنا.
توقفت قليلا تستوعب جملته المبهمة ثم سألته بنبرة خفيضة بحرج
ودا هايحصل ازاي وانت عارف يعني بموضوع والدي واللي اتنشر عنه.
عاد بجسده لخلف الكرسي يذكرها بلهجته المسيطرة قائلا

انا قولت قريب يازهرة يعني على ما يجي اليوم ده اكيد هاكون لقيت حل.
اومأت برأسها تستأذن في الانصراف لتكبح تدفق الأسئلة العديدة برأسها. 
في اليوم التالي 
وبجوار رجل الأمن المكلف حديثا منه وحارسه الشخصي إمام في غرقة مغلقة وحدهم كان ينظر بتركيز في الشاشة التي أمامهم للقطات محددة يشير إليها الرجل
اهو ياباشا زي ما انت شايف هو دا الواد اللي جاب العصير لزهرة هانم ودي الست اللي كان بيتكلم معاها أكيد هي اللي حطت المنوم.
ضيق عينان الصقرية بتركيز في هيئة الفتى ذو الجسد النحيف والمغطى نصف وجهه بقناع طبي فقال بتركيز
انت متأكد انه مش شغال في المحل ياعوني.
اجابه الرجل بثقة
طبعا يافندم انا فرزت العمال كلهم لكن الهيئة دي ماشوفتهاش على أي واحد فيهم واضح جدا ان الموضوع كان مدبر من الألف للياء بدليل ان الولد والست مقلعوش الكمامة نهائي من وشهم 
مسح بأطراف أنامله جاسر على ذقنه الخشنة بتفكير واستطرد الرجل
انا حاسبت مدير المطعم وحاسبت كل اللي اتعاون مع الولد ده أو الست بس المشكلة اللي عقدت الدنيا فعلا هو موضوع الكمامة ده عرفوا يستغلوا هاجس المړض المنتشر كويس قوي 
ظل صامتا جاسر ينقر بأصابعه على سطح المكتب الصغير وعيناه انتقلت للمرأة الملفحة بسترة ثقيلة وكاب يخفي شعرها وكمامتها في الامام لتخفي شخصيتها بالكامل فقال اخيرا للرجل 
اسمع ياعوني الست دي أهم من الولد نفسه عايزك تعيد على شرايط الكاميرات من تاني وتجيبها من قبل ما تدخل المحل مش عايزك تهدى غير لما تجيبلي معلومة مهمة عن الست دي تدلني عليها.
على باب منزلها توقف يلتقط أنفاسه كي يتماسك ويهدئ من ثورة هذا الغبي بصدره لقد فعلها إذن وأتى بعد أن استبد به شوقه إليها حتى كاد أن يطيح بعقله منذ اخر مرة قابلها وحكت إليه مالم تقوى على البوح به لشخص آخر غيره وهو في حيرة تكتنفه بلا رحمة أمواج من الأمل ترفعه في محيط عشقها ليشعر بامتلاكه العالم بين يديه وأمواج أخرى غادرة تسقط به في ظلمة عقلها اليابس الحجري فتوشي له بالقلق مع عدم ردها على مكالماته العديدة طوال الايام الفائتة ليحسم أمره اخيرا بمواجهتها لكي تعود لرشدها أو أن يفعل ما يمليه قلبه عليه ويضعها أمام الأمر الواقع نعم هذا ما سيحدث لقد حسم أمره واتخذ القرار.
تنفس مطولا قبل أن يضغط على الجرس ولكنه تفاجأ بفتح باب المنزل أمامه خبئت ابتسامته سريعا وهو يتبين هيئة الرجل المنمق أمامه وهو يخرج اليه بابتسامة مهذبة كعادته لافظا اسمه وكأنه سؤال
طااارق
هم ليقارعه الاخر بالسؤال ولكنه ابتلع جملته فور أن رأى المرأة الخمسينة بصحبة صاحب البيت أباها وهي خلفهم في الداخل رأسها فقط التي ظهرت إليه بزينة وجهها التي زادتها فتنة على فتنتها الطبيعية ولكن مع تهرب عيناها وتغير ملامحها لتوتر بدا جليا عليها اظهرا إليه ماكان يخشاه لينبؤه حدسه بصدق وتأكيد
لقد فعلتها نعم لقد خطت بيدها على حكم اعدامها واعدامه وفعلتها !
. .
سلطان القلوب حين يقرر لا ينتظر أسباب.
يحكم بما يهواه حتى لو ضد رغبة صاحبه.
أعمى عن عيوب معشوقه مهما بلغت.
جامح عن الحكمة وتحكمات العقل.
وشقي هو من يعارضه!
عادت اخيرا لمقر عملها الذي اشتاقت إليه بكل جوارحها بعد إجازة استمرت لأسبوعين بسبب إصابة قدمها لحقتها بأسبوع ثالث على قصد حتى تتجنب اللقاء به على الفور وتتجنب الصدام معه وقد شهدت بنفسها على صډمته وقت لقاءه الكارثي على باب منزلها بكارم ووالدته في صدفة غريبة جعلته يعلم بما انتوته فور حدوثه من ألجيد انه تمالك نفسه وتعامل مع الأمر بزوق وروية رغم شحوب وجهه الذي لم يخفى عليها
تتمنى بهذا الأمر أن تغلق صفحته لتسير بحياتها التي رسمتها من قبل وقد كافأها القدر بمنحها ما تتمناه ولكن هل هذا حقا ماتمنته
عند خاطرها الاخير استفاقت من شرودها لتنتبه على قربها من غرفته في الرواق المؤدي لغرفتها هي أيضا ولكن في الناحية الأخرى خطړ على رأسها أن تدلف إليه وتحادثه بلهجة عادية يتقبلها هو فتعود علاقتهم كزملاء وفقط رغم شكها في هذا الأمر لطبيعته الثورية دائما وجرأة افعاله الغير متوقعة على الإطلاق ولكن كل شئ مع الوقت يمر وقد مر الان اسبوع فلابد انه نسي أو هدأ عقله من ناحيتها فتحت باب غرفتها لتلج بالداخل وعقلها مازال هناك أمام غرفته تتسائل مع نفسها هل كان من الواجب ان تدلف إليه برسمية لتخبره بمجيئها ام كان يجب ان تقابله كما قررت بلهجة عادية على اعتبار
 

تم نسخ الرابط