هوس لياسمين
المحتويات
و بشتغل عشان أمن مصاريفي
انا و بنتي اللي إضطرت تسيب دراستها و مستقبلها
عشاني عشان تدفع ثمن أخطاء امها
بنتي ملهاش ذنب يا سميرة عشان تحاربيها
هي تربت لوحدها متعرفش حد في ألمانيا
مكانش حتى عندها أصحاب او حتى وقت عشان تعيش فيه و تجرب الحياةبنتي إتظلمت اوي
و لسه بتتظلم بسببي بس أنا ندمت اوي و في كل
اللي عملته كنت فاكرة إن الحب
هو أهم حاجة بس للأسف صحيت على غلطتي
متأخر كان لازم افكر في إبني أو بنتي اللي
جايين قبل ما أقرر أقطع علاقتي بأهلي
رغم تأثرها بما عانته هدى في حياتها بعد أن
هربت في الماضي مع حبيبها إلا أن سميرة
اخفت حزنها لتقول بنبرة صلبة
عاوزة تستغليها عشان ترجعي لعيلتك ثاني
هدى بسخرية
عيلة و هي فين العيلة دي بابا مستحيل
يسامحني حتى لو شافني قدامه و
أخواتي معادش فيهم عقل غير للفلوس و الثروة
و إنت عارفاهم اكثر منيريحي قلبك انا جيت
هنا عشان بنتي و بسمقدرتش أخليها تقضي
باقي عمرها في بلد غريب لوحدهاانا اللي غلطت
سميرة بصړاخ
و انا كمان إبني ملوش ذنب عشان يتحمل
برود بنتك و دلعها الباردطب بصي لشكلها
عامل إزاي بذمتك داه شكل عروسة متجوزة
بقالها اسبوعينلابسة بيجامة ميكي و عاملة
شعرها قطتين انا إبني محتاج ست ست بجد
تهتم بيه و بطلباتهو تنسيه مشاكل شغله
مستنياه مش قاعدة بتلعب مع إبن الجنايني
هدى معاكي حق في كل كلمة قلتيها بس
إنت السبب في إن بنتي مش قادرة تتقبل
جوزها و حياتها
الجديدة إنت اللي مفهماها
إن سيف تجوزها عشان يرضي جده و إنه
هيطلقها لما يزهق منها
الكلام داه صحيح يا أمي
كان ذلك صوت سيف الذي دلف من باب الفيلا
توترت سميرة و هي تنظر إليه قائلة بارتباك
ايوا البنت دي متستاهلكشمتستاهلش
اي حاجة إنت عملتها عشانها طلقها يا حبيبي
و انا ه
سيف مقاطعا إياها بصرامة
يا أمي لو سمحتي إحنا تكلمنا في
الموضوع داه كثير قبل كده و انا قلتلك
سيلين مراتي و أنا بحبهاو انا لآخر مرة
هطلب منك إنك تحترمي قراري و متتدخليش
سميرة پغضب بس
سيف أرجوكي يا أمي دي آخر مرة تتكلمي
فيها مع سيلين كده
سميرة يعني إيه عاوزني اسيبك بتدمر
حياتك و بتضحي عشان البنت دي و ياريتها
كانت مقدرة دي مش حاسة بيك اصلاو عمرها
ما هتحس بيك و لا هتحبك
سيف و هو يحاول الحفاظ على هدوءه
من فضلك يا أمي مفيش داعي للكلام داه
اللي بيني و بين مراتي يخصنا أنا و هي بس
و قفلي على الموضوع داه مش عايزك تتدخلي
فيه بعد كده
سميرة پغضب عارم
و هي تشير نحو سيلين
التي كانت تبكي في حضڼ والدتها
ماشي سيفأنا مش هتدخل بعد كده
في اي حاجة تخصك و خلي بنت هدى
تنفعكبس على الله متطلعش زي امها
و تهرب منك بعد ما تخلص مصلحتها
و ترميك
مسح سيف وجهه پغضب و هو ينظر
في أثر والدته التي كانت تصعد الدرج
هو لم يقصد ابدا جرحها او التقليل من
إحترامها لكنه سبق و ان طلب منها
عدم التدخل في حياته و خاصة
موضوع زواجه لا تعلم ماذا فعل حتى
يحصل على سيلين و هي تأتي بكل بساطة
و تدمر حياته ليس مرة او إثنين بل عدة
مرات
غادر و صورة سيلين الباكية في أحضان
والدتها لإنزال تظهر أمامه هو عاد من أجلها
لأنه لم يستطع تركها حزينة طوال اليوم
لكنه إصطدم بكلام والدتهلقد طلب من
قبل عدم التدخل في شؤونه فلماذا تعانده
لماذا لاتفهمأن حياته متوقفة على وجود
سيلين
نزل درج الفيلا بخطوات بطيئة و هو
يرتدي نظاراته الشمسية ليشير لكلاوس
أن يعطي أمرا للسيارات بالتحرك
في قصر عزالدين
في المطبخدلفت صفاء إحدى العاملات
في القصر لتجد سعدية منهمكة في غسل
الصحون بينما كانت إبنتها فاطمة تجلس
حول الطاولة الكبيرة في المطبخ ترتشف
كوبا من القهوة و ملامح وجهها لا تبشر بخير
صفاء بلهفة الست سميرة رجعت القصر يا بنات
فاطمة بلامبالاةيا أهلا و سهلا ما ترجع و إلا تتنيل
نقوم نرقصلها يعني
حدجتها سعدية بنظرات حانقة ثم إلتفتت نحو
صفاء لتجيبها و هي تنشف يديها بالمنشفة من بقايا
المياه
يا ترى إيه اللي حصل خلاها ترجع إحنا كنا
فاكرينها هتقعد مع سيف بيه على طول في
فيلته
صفاء و هي ترفع كتفيها بجهل و الله مش
عارفة انا شفتها نازلة من عربيتها من شوية
و جايبة شنطتها معاها يمكن معحبتهاش القعدة هناك فقررت ترجع
فاطمة بسخرية و إلا يمكن واحشها الخناق
مع العقارب اللي هنا يلا بكرة تزهق و ترجع
مطرح ماجات
سعدية بتأنيب بت إنت لمي لسانك
لحسن يدخل علينا حد و يسمعك ساعتها مش هيحصل خير
أشارت لهافاطمة بيديها بلا مبالاة لتقترب
صفاء من سعدية و تسألها بهمس
هي بنتك مالها بقالها كام يوم مش على
بعضها
سعدية ما إنت عارفةنفس الحكاية القديمة
مش عاوزه تشيلها من دماغها و تنسى انا
غلبت معاها و مفيش فايدة
صفاء سيبيها متتعبيش نفسك
بنتك عنيدة و دماغها ناشفة و مش هتقتنع
إلا لو جربت بنفسها
قاطعتهم فاطمة إنتوا بتتوشوشوا على إيه
صفاء و هي تسير لتجلس حذوها و هو في
موضوع غيرك بنتكلم عليكي طبعا و على
ال باشا بتاعك اللي سالب عقلك
فاطمة بتنهيدة بقالوا كام يوم مش باين يا صفاء
يا ترى راح فين واحشني اوي
صفاء بصوت عال بنتك تجننت يا حاجة
سعديةبقت بتحلم وهي صاحية
فاطمة بتذمر يعني عشان خدامة و فقيرة
مش من حقي أحب و أعشقبكرة الحلم هيتحول
لحقيقة و هتشوفي
صفاء و الله إنت صعبانة عليا يا بتمحدش قال
إن الحب حرام بس لازم يكون من الطرفين
و كمان لما تحبي حبي حد يكون مناسب
ليكييعني زيك زيه بلاش تبصي الفوق
لحسن توقعي على جدور رقبتك و تنسكر
فاطمة أنا وقعت و خلاص يا صفصف بحبه
و مش قادره أنساه و بحلم باليوم اللي يبقى فيه
لياطول ما فيا نفس مش هبطل حلم و هعمل
جهدي عشان يتحول لحقيقة
صمتت قليلا ثم اكملت بعزم
يعني هما الهوانم اللي فوق أحسن مني
في إيه مالكل عارف أصلهم و فصلهم
و شوفي تجوزوا مين و بقوا إيه و إلا هي
جات عليا انا يعني
وضعت صفاء يدها على فم فاطمة تمنعها
من إكمال كلامه و هي تنهرها قائلة بعد أن
تفقدت الباب بنظرات خائڤة من دخول
أسياد المنزل
إتكتمي يا بت و حطي لسانك
جوا بقكسناء هانم
لو سمعتك هيبقى آخر يوم ليكي هنا إنت و امك
أزالت يدها من عليها و تكمل بضجر
أنا مش عارفة إنت جايبة الجرأة دي كلها
منين
فاطمة من الحب
صفاء بسخرية و هي تقلدهامن الهوب يعني
قلبك داه لف لف و مدقش غير للباشا إبن
الحسب و النسب عليا انا الكلام داه يا بطة
يا بت داه انا عارافاكي و فاهماكي اكثر
من نفسك إنت حبيتيه عشان فلوسه
عشان عارفة إنك لو طلتيه هتبقى هانم
زي اللي فوق
فاطمة بغمزة و هي تتفقد والدتها المشغولة
بتحضير الطعام برافو عليكيأحبك و إنت
فاهماني يا صفصف
في الأعلى في جناح فريد
كانت أروى قد إنتهت من تجهيز نفسها
حتى تذهب إلى جامعتها مع فريد الذي
خرج للتو من غرفة الملابسبعد أن إرتدى
ملابس أنيقة جعلته في غاية الوسامة
و أبرزت عضلات ذراعيه و صدره العريض
مما جعل أروى تشرد قليلا و هي تتفحصه
بإعجاب لم يخف عن عينيه الثاقبتين
ليتقدم نحوها مبتسما بعبث و هو يقول
سرحانة في إيه
حركت رأسها بنفي و هي تجيبه بارتباك
لا اصلي تأخرت على الجامعة
نظر لساعته ليجد أن الوقت مازال مبكرا
ليقول مممم فعلا الوقت تأخر اوي و الجامعة
زمانها قفلت و
كان يتحدث و هو يتفرس ملامحها الجميلة
وجهها الممتلئ الذي يشبه خاصة الأطفال
و عينيها الساحرتين كأعين المها أما شفتيها
فكانتا حكاية أخرىتسللت يديه دون وعي منه ليفك حجابها و تنسدل خصلات شعرها الشقراء
الحريرية التي يعشقها
أفاق من شروده على يديها التين تبعدانه عنها
ثم سارت لتقف أمام مرآة التسريحة لتعيد ترتيب حجابها من جديد و هي تقول
انا بقالي ساعة مرزوعة قدام المراية عشان
أعملهاوووف
شعرت به يقف وراءه لترفع عيناها لترى
صورته امامها منعكسة على المرآة كان ينظر
نحوها بتلك النظرات التي باتت تعلمها جيدا
خاصة في المدة الأخيرةما لبثت ان بدأت يديه تسيران على تقاسيم جسدها بحرفية لتكتم
أروى أنفاسها التي بدأت تتسارع بحرارة
معبرة عن نجاحه في نقل مشاعره المتأججة
لها
تمالكت أروى نفسها بصعوبة و هي تلتفت
نحوه ببطئ تاركة حجابها يسقط على
الأرض ليميل فريد برأسها نحو عنقها ليطبع
فوقه قبلات كثيرة بدأت من أسفل رقبتها
وصولا لأعلى فكها قبل أن يحملها بين ذراعيه
و يضعها فوق السرير دون فصل قبلاته
إستطاعت أروى التحدث رغم كمية المشاعر
التي كانت تعصف بها ليخرج صوتها ضعيفا
فريد و الشغل
في قصر عزالدين
صعدت فاطمة الدرج بخطوات سريعة وهي
تحمل صينية الأفطار بين يديهاتوقفت أمام
جناح صالح لتنظر على جانبيها يمينا و يسارا
قبل أن تضع الصينية على إحدى طاولة الزينة التي كان يعج بها بهو الطابق ثم وقفت أمام إحدى
المرايا لترتب شعرها و ملابسها ثم
قرصت
وحنتيها لتدب حمرة طبيعية بها لتزداد جمالا
و إغراء بملابسها الضيقة الخاصة بالخدم لكنها
كانت تتعمد رفع التنورة و فتح الأقفال العلوية
للقميص
إنتهت لتحمل الصينية من جديد و تطرق الباب
و هي ترسم على محياها إبتسامة ساحرة
جاءها صوته المهيب من الداخل لتتنهد فاطمة
و هي تحلم بذلك اليوم الذي يصبح فيها
من نصيبها
دخلت لتجده يجلس في صالون الشرفة
و رائحة عطره النفاذة تفوح في المكان
وضعت الصينية فوق الطاولة و هي تعانقه
بعيناها بينما قلبها يكاد يقفز من مكانه
شوقا لرؤيته
فاطمة برقة و هي تمسح يداها المتعرقتين
على جانبي تنورها
صباح الخير يا صالح بيهأنا عملتلك
الفطار اللي إنت بتحبه
نظر صالح نحو الصينية ليقلب عينيه
بملل قبل أن يهتف بعدم إهتمام و هو يعود
ليتصفح هاتفه من جديد
مش صفاء هي اللي متعودة تعملي الفطار
فاطمة بحماس
أيوا بس هي عشان مشغولة شوية فقلت
انا أعملك الفطار ذوقه هيعجبك اوي
صالح دون أن يرفع وجهه نحوها
أنا ما بكلش الحاجات ديانا ليا نظام
غذائي معين باكله على الفطار
فاطمة بلهفة و هي تتمنى ان ينظر لها
حتى
قصدك عصير الخضار و الشوفان إنت بتاكله
كل يوم اكيد زهقت منهجرب بس الفطار
اللي انا عملتهولك و إنت اكيد هتغير رأيك
شعر صالح بالملل لمجادلتها ليرفع رأسه
عن الهاتف ليحدجها بنظرات غاضبة سرعان
ما تحولت لصدمة و هو يراها بتلك الهيأة
المختلفة
وضع هاتفه بجانبه ثم إستند بظهره على
الأريكة ليعاود تفحصها من جديد بكل وقاحة
قبل أن يرفع مقدمة قميصه و هو يشير نحوها
قائلا
إيه اللي إنت عاملاه في نفسك داه
فاطمة و هي تبتسم حلو صح
صالح و هو يبادلها إبتسامة اكبر
من ناحية الحلاوة حلو اوي بس يا خسارة
أسرعت فاطمة لتجلس بجانبه و هي
تهتف باندفاع خسارة ليه قلي و انا مستعدة
اعمل اي حاجة عشانك صالح بيه إنت عارف
إني
مال نحوها صالح ليضع إصبعه على شفتيها
ليرتعش جسد فاطمة و كان كهرباء أصابته
من شدة تأثرها بقربه
أغمضت عينيها و هي تشعر بأنفاسه الساخنة
تلفح وجههاإنه النعيم بذاته نعيم قربه الذي
تمنته منذ اول مرة وقعت عيناها عليه حبها
المستحيل
أما صالح فقد تأمل
وقفت فاطمة من مكانها لتقف أمامه و هي
تقول بارتباك انا مكانش قصدي و الله
متابعة القراءة