رواية حي المغربلين لشيماء سعيد
المحتويات
رد فعل فارس السريع بوضع النقاب على وجهها.
لطالما تعاملت مع فاروق بكبرياء و كأنه لا يعني لها شى لماذا الآن تشعر أنها وصمة عار عليه! سيطرت على أعصابها و ارتجاف كفها الواضح ثم فرت من الغرفة دون أن ترفع عينيها بعين فاروق.
أغلق فاروق الباب خلفها ثم غمز إلى صديقه بمكر قائلا
_ متجوز و بتدور على البنت بتاعت الليلة إياها.. مين المزة دي كمان!
رفع عينيه لفاروق مردفا بنبرة هادئة
_ بلاش تتكلم عن البنت بالشكل ده يا فاروق أنا كنت سکړان آه بس متأكد إنها أول مرة تشرب أو يقرب منها راجل.
_ لو كويسة زي ما بتقول هتيجي هنا عشان تشوف حل في المصېبة اللي وقعت فيها أنا عايزك تهتم بصحتك و تقوم بسرعة عشان محتاجك معايا الفترة الجاية.
رد عليه فارس بثبات
_ بداية اللعب مع ابن الخولي امتى!
عاد فاروق بظهره للخلف واضعا ساق على الآخر و بعينيه نظرة كبرياء واضحة
اعتدل فارس بجلسته يبدو أن اللحظات الحاسمة على وشك الاقتراب ربما حان الانتشاء بلذة الإنتقام من فوزي الخولي سأله بقلق
_ البنت دي مضمونة!
ضحك فاروق على تذكره لها شوكولاته تمكنت من أخذ حيز كبير من تفكيره يشعر ببعض القلق عليها مع فوزي و عقله يرفض تلك الفكرة أزهار فتاة بسيطة يريدها لسببين فقط بحياته الأول دواء الملل و الثاني القضاء على فوزي حرك رأسه ليخرجها من عقله قائلا
_______شيماء سعيد______
بحي المغربلين.
مثل كل صباح فتحت جليلة القهوة الخاصة بها المقابلة لمحل العطارة الخاص بمنصور جلس منصور على باب المحل ثم أشار لحد العاملين لديه قائلا
رغم أنها أغلقت صفحة الماضي من سنوات إلا أنه هو من أجبرها على فتحها رؤيتها له بعد حديثهم بخطوبة فريدة و عابد جعلت نيران من الأشواك الحادة ټضرب بها من جديد وقفت على بابها مردفة بعصبية
_ مفيش قهوة النهاردة اليوم إجازة احنا فاتحين بس للنضافة يا حاج.
شقية وقع بغرامها و نال منها الحب إلا أنه إلى تلك اللحظة لم يشعر بالشبع أو الاكتمال إلا أمام عينيها العاصفة به رسم على وجهه إبتسامة ساحرة ثم أردف
أطلقت ضحكة ساخرة مجيبة عليه
_ يصبر لبكرة يا حاج.. الصبر دايما بيكون مفتاح الڤرج..
منصور بنظرة عتاب خفية إلا أن صوته و نبرته وصلت إليها
_ العمر عدى في الصبر يا جليلة.
لماذا دائما يذكرها أنه أكمل حياته بدونها و هي فقط من ضاع عمرها بلا هدف! امتعض وجهها و أجبرت حلقها على ابتلاع تلك الغصة.. رفعت أحد حاجبيها بسخرية مردفة
_ عمر مين يا أبو عابد ربنا يديك الصحة و تشوف أحفادك واد يا حسين ابعد عن القهوة ناويه أرش مياة ممكن تبوظ مقامك.
ابتسم لها منصور قائلا رش المياة عداوة يا جليلة...
_ و احنا من امتا بنا غيرها يا حاج!
______شيماء سعيد______
بالصعيد لدى بيت العمدة.
وضعت آخر شيء بحقيبة سفرها ثم أغلقتها هذه هي فرصتها للعودة لحياة فارس من جديد يستحيل أن تترك مجال لفرحة لتكون زوجته بالكامل دلف للجناح زوجها عتمان عمدة النجع.
ألقى على صفية نظر تقييمية
قبل أن يجلس على
الفراش بجوارها لا يحبها و لا تحبه هي فقط بالنسبة له صندوق من الذهب بمال عائلتها غير ذلك شابة صغيرة تعطي له بعض المتعة رغم غرورها الممل.
حرك فمه بسخرية قبل أن يسألها
_ على فين العزم يا مرات العمدة!.
_ بقولك فارس بين الحيا و المۏت و أنت دماغك فين بقى فرحان إن حد من عيلتي عيان أنت عارف فارس بالنسبة ليا سند و أخ أنا مش قاعدة فيها يا عتمان ابقى اتحاسب مع أبوي.
أخذت حقيبتها و خرجت من المنزل بالكامل بطريقها إلى القاهرة لن تعود إلا و هي زوجته بعد طلاقها من هذا العجوز.
_______شيماء سعيد_______
حبيسة بين أربع حوائط لا تحبذ رؤية أحد خصوصا هذا الكارم اللعېن مثل ولي نعمته اشتاقت لبناتها و تخشى عليهم من فوزي أمنية وحيدة بسيطة بداخلها الهروب مع فلذات كبدها إلى مكان لا يعلمه أحد.
خرجت من الغرفة تبحث عن كارم ربما تصل معه لحل وسط لتخرج دون أن يعلم فوزي وجدته مثل العادة على باب غرفتها.
رمقها بنظرات قوية... آخر حديث قالته له هز كرامته كرجل و هذا يستحيل أن يسمح به أخذت نفس عميق لأول مرة تشعر بالخجل من تصرفاتها متذكرة رؤيته لها بالمايوه تنحنحت مصطنعة القوة قائلة.
_ حضر نفسك عشان ورايا مشوار مهم....
أوما لها بكل صرامة مردفا
_ العربية جاهزة اتفضلي يا هانم كله تحت السيطرة..
عادت إلى غرفتها مرة أخرى سترى بناتها اليوم رغما عن أنف الجميع بدلت ملابسها ثم نزلت إلى الأسفل صاعدة إلى السيارة بالمقعد الخلفي ليتولى هو أمر القيادة دقائق و قام فوزي بالاتصال عليها انقبض قلبها و هي تردف دون وعي
_ مهو يا ربنا ياخدك أو ياخدني أنا عشان ارتاح.
ظلت تنظر للهاتف عدة ثواني قبل أن تقوم بالرد خائڤة من رد فعله
_ ايوة يا فوزي.
أتى إليها رده الصارم ببعض الڠضب
_ فوزي حاف أنتي معاكي حد و الا نسيتي أنا أبقى مين!
عملها الأسود هو عملها الأسود بالحياة... احمر وجهها و ارتجف كفها الحامل للهاتف تابع كارم ما يحدث من مرايا السيارة بتعجب لما هي خائڤة لتلك الدرجة! تظهر قوية رغم ضعف عينيها و حزنها ابتلعت لعابها بتوتر مجيبة
_ ايوه أنا في العربية و معايا كارم آسفة مكنتش أقصد.
أردف الآخر بجدية
_ مفيش مشكلة عايزك تكوني في مصر على آخر الأسبوع ده أظن كفايه راحة لحد كدة أنا زهقت.
مردفة
_ تحت أمرك اقفل و الا حضرتك تؤمر بحاجة تانية!
_ اقفلي.
_ حضرتك كويسة يا هاجر هانم!
أومأت إليه برأسها قائلا بإبتسامة لأول مرة
_ أيوة بخير ممكن تقف عند المول اللي جاي عايزة أجيب لبس.
دلفت للمول ثم إلى القسم الحريمي مع رفضها دخوله معاها إلى الأماكن الخاصة بالملابس النسائية المنزلية تأكدت من وجوده بالخارج ثم فرت من الباب الآخر بكل أسف رآها و ركض خلفها خرجت للشارع و قبل أن تتحرك وجدت من يكتم أنفاسها لتصرخ بأعلى صوتها باسمه
_ الحقني يا كارم.
صعدت إلى سيارة مجهولة الهوية و هو يركض بمحاولة يائسة للوصول إليها.
_______شيماء سعيد_____
بحي المغربلين شقة كارم..
_ خالتي يوسف خليه معاكي على ما أروح و آجي و ياريت الأكل يخلص أنا الصبح أخدت دورك في الجمعية عشان أجيب طقم صيني جديد بدل التاني....
مع حذاء من الكعب العالي.
نظرت إليها السيدة صفية بحسرة على حال ابنها أعطت لها حنان الأم و لم تأخذ منها إلا قسۏة القلب خرج من جوفها تنهيدة حارة قائلة
_ مش مهم تمن الجمعية أعمل واحدة تانية أصلح بيها سناني بس أنتي رايحة فين دلوقتي يا بنتي!.
رمقتها نجوى بنظرات غاضبة ألا يكفي عليها إبنها و فقره... لتأخذها هي الأخرى تكمل عليها تشدقت بفمها ثم أجابتها بسخرية واضحة
_ مالكيش دعوة يا خالتي قولت لجوزي و مفيش إلا هو اللي فارق معايا طالما هو عارف أنا فين و راضي الباقي في أقرب حيطة يسلم عليها بدماغه.
_ ربنا يهديكي لنفسك يا مرات ابني نهايتك هتكون وحشة أوي.
________شيماء سعيد_______
بصباح اليوم الثاني بقصر المسيري.
استيقظ فاروق منذ الصباح الباكر مثل عادته لغرفة الرياضة التي يقضي بها طوال فترة وجوده بالقصر أخذ يتمرن على كيس الملاكمة منتظر قدومها عقله شارد بأكثر من إتجاه.... الأول هي و الثاني كيف يحصل على ما يريده منها!.
هذه الفتاة مختلفة كثيرا عن باقي النساء.. غنية رغم فقرها جميلة رغم بساطة ملامحها قوية رغم ضعف عينيها ربما يكون أكثر رجل أناني على وجه الأرض فقط معها فهو لم يأخذ امرأة بحياته عن طريق الخداع إلا هي.... إذا أراد الحصول عليها لابد من اللعب على أكثر وتر ضعيف لدى أي امرأة القلب.
تصبب جسده عرقا و هو لا يشعر فقط يحارب ضميره الذي يرفض و بشدة تلك التجربة و عقله الذي يحثه على خوضها بكلا الأحوال سيعوضها ماديا
و ستكون أزهار أخرى بعيدا عن غرفتها التي تقطن بها فوق سطوح منزله بحي المغربلين.
دق باب الغرفة بيد مهتزة تخشى رد فعله على قطع وقته أمر للطارق بالدخول و عينه على الباب دلفت الخادمة برأس منخفضة مردفة
_ الأمن بره بيقولوا البنت اللي حضرتك مستنيها بره بتنتظر على البوابة.
_ خليها تدخل هنا.
جملة واحدة قالها ببحة صوته الخشنة اتسعت على إثرها عين الخادمة لا تستوعب أنه سيترك أحد يدلف لقصره و غرفة تمرينه غير الخدم ألقى عليها نظرة مستفسرة لتخرج من الغرفة بسرعة البرق.
أما هو وضع يده على عنقه محركا إياه يمينا و يسارا هامسا بنبرة دافئة
_ نورتي قصر المسيري يا شوكولاته.
خمس دقائق و دلفت إلى المكان بعين متسعة لا تصدق ما تراه فهذا العالم جديد عليها بشكل كلي كأنها بأحد الأفلام الأسطورية.... أكل هذا ملك لشخص واحد!
ابتلعت ريقها مردفة بحسرة على حالها
_ طول النهار أقول على الأوضة المعفنة بتاعتي أحسن من القصور جتني خيبة لو أبويا الله يرحمه كان عايش كان فكر نفسه في ميدان التحرير صحيح المال الحړام كتير.
انتفض جسدها على إثر صوته الضاحك خلفها
_ شوكولاته امسكي الخشب المكان هيقع على دماغنا.
بحركة أكثر من عفوية بالنسبة لها بصقت على مقدمة صدرها قائلة بفزع
_ جرا إيه يا جدع أنت مش تقول دستور و الا أي حاجة و بعدين أمسك الخشب ليه البيت ريحته مش حلوة.. تحسه شبهك كبير و حلو بس بارد و قليل الأصل...
اتسعت عيناه من تعبيرها عن مشاعرها و وصف ما بداخلها بكل بساطة ربما قست عليه بالكلمات إلا أنها قالت ما يريد قوله هذا القصر بارد مثله يحتاج إلى دفء العائلة.
أقترب خطوة واحدة للأمام مردفا بنظرات لم تفهمها
_ مهو أنتي هنا عشان البيت يدفى...
عاد إلى رشده.. هنا ليس المكان الذي
متابعة القراءة