قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري
يوقعها حظها العاثر معه .
لم تكد تتجاوز صډمتها حين رن الهاتف فجأة و لدهشتها فقد كان رقم هاتفها فأجابت علي الفور ليأتيها صوته الغاضب حين قال صارخا
أخيرا حضرتك تكرمتي و فتحتي التليفون
جفلت من صراخه و قالت بتلعثم
إيه هو حصل إيه . و تليفون مين دا
جاءها صوته الغاضب حين قال متهكما
بذكائك كدا هيكون تليفون مين دا
تلبسها ثوب الغباء فقالت مرددة حديثه
آه صحيح تليفون مين دا
نفذ صبره و قال بصړاخ
تليفوووني.. إلي حضرتك أتلخبطتي و خدتيه و سبتيلي تليفونك .
أيقظها صراخه من حاله الصدمة التي سيطرت عليها و قالت بحدة
مسمحلكش تكلمني كدا علي فكرة و بعدين ماهو أنت لو مكنتش ظلمتني و قولت عليا غشاشه مكنش زمان كل دا حصل
أبتلع غضبه بصعوبه بالغه قبل أن يقول محذرا
متبدأيش بالعبط بتاعك دا عشان أنا علي آخري و مش فاضيلك و بسببك اضطريت أأجل سفري و كل حاجه أتعطلت
خرج صوتها فرحا حين قالت
إيه دا بجد هو أنت مسافر
إندهش من نبرة الفرح التي تخللت صوتها و قال بإستنكار
ومالك فرحانه أوي كدا إني مسافر
خرج الكلام بإندفاع من بين
والله دا يوم المني لما تسافر . علي الاقل أضمن إني مسقطش !
دا أنا إلي هضمنلك أنك متنجحيش طول حياتك لو تليفوني مجاليش دلوقتي أهوه سامعه
كان صوته غاضبا يتخلله ټهديد صريح جعلها تدرك ما تفوهت به و حجم الموقف الذي وضعت نفسها به بسبب إندفاعها فقالت تحاول تهدئته
طب و إيه العمل دلوقتي هجبلك تليفونك إزاي أنا
أجابها بإختصار
أنتي ساكنه فين
حلا بغباء
أشمعنا
ياسين بتهكم
أبدا جاي أطلب إيدك !
للحظه شعرت بخفقه قويه في قلبها إثر كلمته التي أتبعها صوته الغاضب حين قال
أكيد عشان آجي آخد تليفوني يا ذكيه !
خرج صوتها متلعثما حين أجابته بلهفه
لا طبعا تيجي فين مش هينفع خالص .
كان الڠضب يأكله من الداخل من هذا المأذق الذي وضعته به الظروف و لكن كان هناك سببا آخر كان يستبعده و هو تلك الصورة لها مع ذلك الشاب التي كانت خلفيه لهاتفها و لا يعلم
لما شعر بالڠضب حين وجدها نعم كانت تجذبه كفتاة جميلة و لكنه لم يكن يشعر بأكثر من ذلك لذا حاول تناسي الموضوع برمته و لكنه لم يستطيع
فظل طوال الليل ينظر إلي تلك الصورة بمشاعر مختلطة منها غاضب و منها متهكم و خاصة و أنه يتذكر جيدا أنه لم يجد خاتم خطبة في إصبعها مما جعل هاجس يهاجمه بقوة وهو أنها فتاة لعوب و لكنه تخلص منه علي الفور و نهر نفسه ألا يكون شخصا ظالما و حاول بكل ضراوة أن يقمع فضوله الذي كان يغريه بالعبث بهاتفها حتي يتأكد من ظنونه و ظل علي حاله طيله الليل إلي أن غفي و الهاتف بيده و أستيقظ متأخرا و حاول مرارا و تكرارا الإتصال بها علي هاتفه و لكنه كان دائما مغلق مما أثار جنونه .
أنتي عايزة تجننيني هو إيه إلي
مش هينفع بقولك ورايا سفر و عايز تليفوني !
صمتت لثوان قبل أن تقول پغضب
علي فكرة بقي مش لوحدك إلي عايز تليفونك أنا كمان عايزة تليفوني . بص هقولك أنت عرفني مكانك فين و أنا هحاول أجبهولك
زفر بحنق قبل أن يخبرها بأنه سينتظرها بأحد النوادي
فإستنكرت قائله
أقابلك في نادي بتاع أيه أن شاء الله هو أنا كنت صاحبتك ! بص أنت تستناني عند الجامعه و أنا هاجي أديهولك و آخد تليفوني و أمشي علي طول .
أستغفر بداخله قبل أن يقول بإختصار
موافق
اتفقا علي أن تكون المقابله بعد نصف ساعه من الآن و بعدها قام بإغلاق الهاتف في وجهها مما جعلها تسبه بداخلها جميع أنواع السباب الذي تعرفه ذلك المتحذلق المغرور من يظن نفسه حتي يعاملها هكذا .
كان مروان يتوجه إلي سيارته ينوي الذهاب إلي المدينه حتي يحضر بعض الاشياء لريتال أبنو أخاه التي تعاني من مرض العزلة و تخاف كثيرا من الغرباء فتفاجئ بحلا التي كانت تناديه و هي تلهث فقد قطعت المسافه من الأعلي إلي الأسفل ركضا حين شاهدته من نافذتها يتوجه إلي سيارته فما أن سمع صوتها اللاهث حتي توقف و قال بإستفهام
إيه يا بت بتجري كدا ليه ليكون في حدايه بتجري وراكي أنتي كمان
حلا بتهكم
الحدايه دي تبقي خالتك يا خفيف
مروان بمزاح
لا تبقي عمتك ياختي . واقفه في البلكونه بتبصلنا إزاي و لا أكننا سارقين عشاها
حلا من بين ضحكاتها
طب حاسب لتسمعك و تنزل تكسر دماغك . المهم قولي رايح فين كدا
مروان و هو يستقل سيارته
نازل إسماعيليه أجيب شويه حاجات عايزة إيه !
تفاجئ بها تستقل السيارة بجانبه و هي تقول
جايه معاك !
مروان بسخريه
ناقص قرف أنا ! دانا